الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأ،بياء والمرسلين أما بعد …
فبعد اثنى وأربعون ربيعا أقول لا تبالغ في مشاعرك ولا تكن باردا، لا تحفر في الصخر ولا تنقش على صفحات الماء, كن بين ذلك، كن وسطا في كل شيء، وكن حذرا من كل شيء، وكن مستعدا لأي شيء، وفي ذات الوقت كن متجاهلا وكن واثقا من كل شيء، لا تسأل كيف ؟ ، خذ من كل شيء قدر حاجتك ولا تبالغ في أي شيء، حينها لن تحزن على أي شيء .
لا تندم على أزوال أورثتك خذلانا أضعف قلبك، فما أصابك نصب يزول وليس بوصب يطول، يقول الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم : ” ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ” فأرضى بقضاء الله، وافرح بما عندك من نعم الله، وقل الحمد لله الذي حفظ علي ديني، الحمد لله الذي حفظ علي انكساري بين يديه وتزلفي إليه واكتفائي به سبحانه دون خلقه، الحمد لله الذي طمأن قلبي وأنزل السكينة على صدري، الحمد الله الذي أغناني بفضله عمن سواه، الحمد لله الذي جبر كسري، الحمد لله .. الحمد لله .
الحياة جميلة لولا أنها قصيرة، والموت قبيح لولا أن بعده لقاء الله – عز وجل – سبحانه وبحمده أحببت لقاءه ولكني مثقل بالمعاصي متوشح بالتقصير، سبحانه وبحمده أرجو أن يغفر لي ما بيني وبينه وأن يتحمل عني ما بيني وبين خلقه فهو على كل شيء قدير .
ربي عفوت عن عبادك رجاء عفوك وأنت عفو تحب العفو فاعف عني.
عمر مطلق عتيق المالكي
الطائف – الثلاثاء – 1443/07/07هـ