الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد …

فما أعلم قاضي السماء، وما أجهل قاضي الأرض، أربعة أحرف صدرها الباء وعجزها اللام، صدعت قلبي وشققت نياطه، ما أعظم الفقد وما أحقر الدنيا، كيف لمسلم بل كيف لإنسان أن يمزق آخر ويضع كل قطعة منه في ناحية، والله إنه أشد من قتل النفس التي حرم الله، ما أشدها على النفس حين لا تعرف اليد اليمنى اليد الأخرى، ما أعظم الغصة حين لا يعرف الجسد بعضه بعضا، ما أقسى الألم حين ترى أشلاءك .

لا يعرفون طعم هذه المشاعر، لانهم يسقونها فقط، وحتما سينهلون من معينها لأن الجزاء من جنس العمل، قال الحق جل ذكره : ” وجزاء سيئة سيئة مثلها ” فما أظلم الإنسان لنفسه، يعلم أنه سيموت ولا يزال ” ظلوما جهولا “، يسعى لفراق بين روح وجسد، وما علم أن الله قد يفرق بينه وبين صحته وعافيته بل ما هو أعظم من ذلك بينه وبين دينه، بينه وبين ستر الله عليه، بينه وبين رحمته، وقد يفرق بينه وبين أحب الناس إلى قلبه، جزاء ظلمه وعدوانه .

قليل من الظلمة يعلم أنه ظالم، لأن الشيطان يزين للكثير فعله، ويبرر له ظلمه، ويجعله يتمادى حتى يستسيغ العدوان والظلم ويصبح في نظره انتصارا وعزة وقوة، وهو والله في أسفل الدرجات عند ربه جل وعلا .

ستعلم حتما يا قطعة من جسدي أنني لم أقطعك، وإنما استأصلوك من جسدي رغما عني، وأينا يجرؤ على قطع شيء من جسده، وإن كنت ربما لا تعلم به إلا حين نقف بين يدي علام الغيوب.

يارب قد علمت مافي قلبي فلا تحملني ما لا أطيق، وهب لي من لدنك طمأنينة وسكينة وعوضني خيرا، أسألك ربي هداية وثباتا وحسن عمل .

عمر مطلق عتيق المالكي

الطائف – الخميس – 1443/07/09هـ

التصنيفات: بوح