الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد …

فمن أغلق دونك الأبواب، وألقى بمفاتيح قلبه في سرداب النسيان، لا تخطو خلفه خطوة واحدة، بل تأمل خطواته، حينما تثقل عليه خطوة بعد خطوة، حتى يحمل قدمه لينقلها راحلا وكأنه يحمل جبلا، ذلك لأنه كلما أبتعد عرف أنه سار مسيرا في الاتجاه الخطأ، لقد كان يتحتم عليه السير نحوك، فلم يجد منك إلا خيرا.

هنا أرجوك وأنت تتأمل ذلك المسير المثقل تذكر أن كل شيء لا يرتقي إلى النيل من كرامتك، والبون شاسعا والمقارنة معدومة بين الصبر على جراح قلبك وإهراق ماء وجهك سيرا وراء من رحل، فالأول يحتمل رغم شدته، والثاني عار مخزي والعيش معه محال، وبخاصة إذا كانت النفس حرة.

حتى وإن لم يبقى لك إلا الحطام، فلعل ذلك الحطام يعلمك وينبهك يحذرك ألا تدخل في ساحة قلبك أحدا حتى تظن قطعا أنه لن يخذلك، نعم بقي الحطام ولكن بقي معه درس تعلمته مع صنف يدعي أنه يحمل قلبا مثل قلوب البشر، ولله در قلب أحمله كيف يصبر .



عمر مطلق المالكي
الطائف - الأحد - 1443/07/19هـ 
التصنيفات: بوح