الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد

فإنك وإن كنت ثقيل الحمل بالخطايا والذنوب، فلا يثقل خطوك إلى الله، ولا تمل من الرجوع إليه، فأن تسير إلى الله أعرجا خير من إحجام أو إدبار.

إياك أن تترك تلك اللحظات الجميلة، التي تخلو بها مع ربك لتسرق من عينك دمعة، تطفيئ بها لهيب تلك الأوزار التي أحرقت قلبك، تطيل فيها واضعا جبهتك على الأرض، حين تشعر مع كل دقيقة تمر أنك تضع قسطا عظيما من أحمال الهموم والأحزان والأوجاع، حين تنسى أنك على الأرض، بل وتجزم أنك بين السماء والأرض.

لك في كل رجوع إلى ربك حسنة، وأي حسنة أعظم من الانكسار بين يدي الله، والتذلل بين يديه، والرهبة منه والرغبة إليه، إياك أن تمل من ا لرجوع، مهما تلطخت بدرن المعصية ونجاسات الكبائر، فلا أطهر من ماء التوبة يغسل ما علق بجسدك وثيابك.

ربي قد كثرت أوزاري وثقل حملي، ولا أزال بعيدا عنك فقربني، ووفقني لسجدة أحط بها هذه الأحمال عن كاهلي، فقد قلت وقولك الحق: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}.

عمر مطلق المالكي

الطائف – الأحد – 1444/01/2هـ

التصنيفات: بوح